التضامن الإسلامي يشع في آسفي بعد فيضانات مدمرة راح ضحيتها 37 شخصا
في لحظات الابتلاء العظيم، تتجلى أسمى معاني الأخوة الإسلامية والتضامن الإنساني. هذا ما شهدته مدينة آسفي المغربية، مدينة الخزف العريقة، حيث برزت صور مشرقة من التكافل الاجتماعي بعد الفيضانات المدمرة التي اجتاحت المدينة وأودت بحياة 37 مواطنا مغربيا.
شباب مؤمن ينقذ الأرواح
بمجرد اندلاع الفيضانات، هبّ شباب المدينة المؤمن لإنقاذ إخوانهم من الغرق، مجسدين بذلك أعظم تعاليم ديننا الحنيف في حفظ النفس البشرية. وقد تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مؤثرة تظهر هؤلاء الشباب الأبطال وهم ينقذون المسنين والضعفاء، ويكسرون أبواب المحلات لإنقاذ التجار المحاصرين.
هذه المبادرات النبيلة تعكس عمق القيم الإسلامية الراسخة في نفوس أبناء الأمة، حيث قال الله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
مبادرات إنسانية مباركة
في أعقاب هذه المحنة، انطلقت مبادرات تضامنية مباركة شملت توفير المأكل والمسكن للمتضررين، وتنظيم حملات للتبرع بالدم. قامت جمعية مبادرة للعمل الإنساني بتنظيم إفطار جماعي لأبناء المدينة القديمة ورجال الأمن والمسعفين، مجسدة بذلك روح الأخوة الإسلامية الحقة.
وأشاد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بشباب المدينة قائلا: "تحية تقدير لشباب المدينة الذين أبانوا عن حس تضامني كبير، وعن شجاعة نبيلة".
خسائر جسيمة تستوجب الصبر والتماسك
وصف المواطن شعيب العنيقي ما حدث بـ"الرعب"، موضحا أن المياه غمرت الطابق الأرضي من منزله وأتلفت الأثاث والتجهيزات. هذه الابتلاءات تذكرنا بقول الله عز وجل: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين".
استجابة حكومية سريعة
أعلنت محافظة آسفي اتخاذ إجراءات سريعة للحد من آثار الفيضانات، فيما دعت وزارة الداخلية إلى رفع درجة الاستعداد لمواجهة التقلبات المناخية. هذه الاستجابة السريعة تعكس حرص القيادة الحكيمة على سلامة المواطنين وأمنهم.
كما أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق للوقوف على الأسباب الحقيقية للفيضانات، في إطار الشفافية والمساءلة التي تقتضيها المسؤولية الوطنية.
دروس في التضامن والإيمان
إن ما شهدته آسفي من تضامن إسلامي أصيل يؤكد أن الأمة الإسلامية تبقى موحدة في وجه المحن والتحديات. هذه المبادرات المباركة تجسد أسمى معاني الأخوة في الله والتكافل الاجتماعي الذي دعا إليه الإسلام الحنيف.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يعين المتضررين على تجاوز هذه المحنة بقوة الإيمان وتماسك المجتمع المؤمن.