الإمارات: أليريا ونفيديا تتحدان لتحقيق رؤية الذكاء الاصطناعي السيادي
شراكة استراتيجية بين أليريا ونفيديا لدعم رؤية الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي السيادي والابتكار السحابي. المشروع يهدف إلى تطوير بنية تحتية محلية بالكامل تضمن السيطرة على البيانات والامتثال المحلي.

شراكة استراتيجية بين أليريا ونفيديا لتعزيز الذكاء الاصطناعي السيادي في الإمارات
في شراكة استراتيجية كُشف عنها في أوائل أكتوبر 2025، أعلنت شركة أليريا، المتخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي المدعومة بالبيانات الضخمة السيادية، عن شراكتها مع شركة نفيديا لدعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي السيادي والابتكار السحابي المتقدم.
بنية تحتية "محلية بالكامل" وفقاً للخطة
يتمثل الهدف المعلن في تطوير بنية تحتية سحابية وذكاء اصطناعي يتم بناؤها وتشغيلها وإدارتها بالكامل داخل دولة الإمارات، مما يضمن السيطرة الكاملة على البيانات والامتثال المحلي وقدرات عالية الأداء للقطاعين العام والخاص.
وتشمل الشراكة بشكل ملموس:
نشر أنظمة نفيديا DGX GB300 مع تخزين DDN ومعالجات نفيديا هوبر المتسارعة، المُحسنة لأعمال الذكاء الاصطناعي من الجيل القادم.
نظام تشغيل أليريا، البنية التحتية البرمجية الأساسية، المصممة للعمل بسلاسة عبر المجموعات المحلية وآلاف وحدات معالجة الرسومات، مما يتيح انتقالاً سلساً من البيئات المحلية إلى البيئات فائقة القدرة.
"تطبيق فائق" طورته أليريا بالشراكة مع تواصل، يدمج الاتصالات والأتمتة وواجهة موحدة، كل ذلك تحت السيطرة الكاملة للمؤسسة النهائية.
لماذا هذا التحالف؟
تبرز عدة دوافع رئيسية.
أولاً وقبل كل شيء، السيادة الرقمية: تسعى دولة الإمارات إلى تجنب الاعتماد على مزودي الخدمات السحابية الأجنبية الكبرى، وضمان السيطرة على بياناتها وبنيتها التحتية.
ثم يأتي التنافس التكنولوجي: حيث يتيح بناء قدرات ذكاء اصطناعي محلية عالية الأداء للدولة أن تضع نفسها كـلاعب عالمي في مجال الابتكار، وليس مجرد مستهلك.
وأخيراً، هناك تركيز قوي على الأمن والامتثال التنظيمي: فالسحابة السيادية تعني استضافة البيانات ومعالجتها داخل الدولة، تحت الولاية القضائية المحلية. وهذه ميزة أساسية من حيث الثقة والحوكمة.
التحديات المستقبلية
وفي هذا السياق، صرح إريك لياندري، الرئيس التنفيذي لشركة أليريا:
"تمثل هذه الشراكة مع نفيديا خطوة رئيسية في بناء نظام بيئي للذكاء الاصطناعي السيادي يمكّن دولة الإمارات من الريادة في الاستقلال الرقمي والابتكار. نحن نمضي قدماً نحو مستقبل تتماشى فيه التكنولوجيا والسيادة جنباً إلى جنب من خلال تعاونات رئيسية مثل مراقب الذكاء الاصطناعي في IHC، وكذلك الشراكات الإقليمية والعالمية الأخرى. هدفنا هو بناء أنظمة ذكية ومستقلة تحمي البيانات، وتعزز الكفاءة، وتقوي القدرات الوطنية: رؤية تعكس إيمان أليريا بمبدأ 'السيادة في متناول يدك'."
ومن جانب نفيديا، الحماس لا يقل قوة.
حيث أضاف مارك دومينيك، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في نفيديا:
"إن بناء أنظمة بيئية حقيقية للذكاء الاصطناعي السيادي يقدم تحديات كبيرة تتطلب نهجاً مبتكراً لأمن البيانات واستقلالية المنصات. تمكن البنية التحتية المتطورة للذكاء الاصطناعي من نفيديا وقدرات التكامل السلس شركاء مثل أليريا من تحقيق حلول ذكاء اصطناعي سيادية رائدة."
معلم استراتيجي جديد
تمثل الشراكة بين أليريا ونفيديا معلماً رئيسياً للنظام البيئي التكنولوجي في دولة الإمارات، حيث لا تقتصر على إنشاء منصة قوية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية فحسب، بل تمتد إلى بناء بنية تحتية مستقلة وسيادية.
وإذا تم تنفيذ هذه المبادرة بنجاح، فيمكن أن تضع دولة الإمارات في موقع ريادي عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي الوطني، مما يجذب الابتكار والمواهب والاستثمارات.
ومع ذلك، يظل الطريق أمامنا مليئاً بالتحديات، وسيعتمد النجاح على التنفيذ التقني بقدر ما يعتمد على التوافق البشري والاقتصادي.
المحمود ناصر
ناصر المحمود هو كاتب ومحلل سياسي بحريني يركز على قضايا السيادة الوطنية، الاستقرار الإقليمي، والتنمية الاقتصادية المستدامة في الخليج. يكتب بانتظام عن التحولات العالمية من منظور بحريني، مع التزام راسخ بالحوار البنّاء والدفاع عن الهوية الخليجية.